اليوم الموعود ! (3-3)


منتزه حولي بارك.. الأحلى لوجود جرير فيها ! وربما لهذا وقع عليها الاختيار دون تفكير.. فالساعات التي سنقضيها في الحديث بموضوع مؤلم متلف للأعصاب كهذا يستدعي مني ان استجم قبل العودة لمنزلي.. وليس أفضل عندي من التجول بين أرفف جرير وتصفح الكتب والاختيار من بينها..

- ألو.. مساء الفل.. انا جاهزة متى ما جهزتوا دقي علي أمركم..

- شكو تمرينا نتلاقى هناك أحسن..

- يالخبلة بوفر عليج بانزين :))) .. وبعدين مو انا عازمتج خلاص سدي حلجج..

- ماشي... عيل تعالي احنا تقريبا خالصين..

- حلوة تقريبا منج.. أوكيك دقايق وأكون عندج.. باي

- بايات

وبالفعل ما هي الا دقائق حتى ركنت عربتي أمام منزلهم... وجاء الصغيران يتراكضان !

- خالتي مشكورة وايد وايد انا احبج امواااح

- العفو حبيبي دير بالك وانت تنط لا تعور... هلا هلا حبيبي شلونك... شوي شوي ماما .. شفيكم الله يهداكم؟!

- خالتي بروح الترفيهية الاسبوع الياي مع الكشافة

- صج حبيبي.. الله وناسة

-وانا اشتركت بالاذاعة خالتي كل يوم اقرأ الفاتحة

- برافو حبيبي

- السلام عليكم

- هلااااا وعليكم السلام حياج.. شنو هذا ؟ عيالج ما يعترفون بالبيبان من الدرايش نطوا ! :))))

- صبيان.. الشكوى لله

- الله يخليهم لج.. فكيها الله يرضى عليج نبي نستانس وين الباجي ؟

- مع أبوهم ما يبون يطلعون معاي يقولون كبروا !

- شعليج عيالج كبروا :))) يالله مماتي بنحرك من فيكم يعرف دعاء الركوب ؟

وبينما هما  يتسابقان في قول الدعاء كنت اردد في سري ليتني ما سألت:(  ووالدتهم ((تتحلطم)) تلومني مثل كل مرة..

- انتي من صجج ! ما تيوزين؟ زين جذي؟ هذا واحنا للحين ما حركنا صدعنا..! بس اسكت انت وياه مابي اسمع صوت

- يا حياتي لا تنكدين عليهم الله يخليج لهم... حبايبي بشغل موسيقى ريلاكس وأبي أعرف من فيكم الشاطر اللي يعرف يمثل انه نايم؟ اوكي

- اوكي خالتي..

قالاها معا والتزما الصمت.. ونحن أيضا التزمنا الصمت طوال الطريق.. ربما بسبب  المقطوعة التي كنا نستمع لها  وربما لأن الجميع كان يفكر بأمر ما يشغله !

وصلنا.. وبينما يقودنا الأطفال الى حيث يرغبون باللعب كانت هي تتحدث وتشكي..

هل تعلم كم هو مؤلم أن تضطر لاستعادة شريط حياتك بينما تستمع لغيرك ؟! هل تعلم كم هو مؤلم أن تحاول اصلاح ما يمكن اصلاحة واحياء ما يمكن احياءه في حياته رغم فشلك أنت ؟! كنت أشعر بالضيق أحيانا وبالعجر أحيانا أخرى.. فما املكه من نصائح داخل رأسي لها تفوق تلك الدقائق.. وتفوق تحملها لها.. وتفوق حتى المفردات التي أعرفها ! تتطاير الأفكار وتتسابق الكلمات أشعر أن علي أن أفرغ رأسي من الكثير قبل أن أستمع..

- ويوم ما عجبه كلامي طلع وسد الباب ! طبعا ريّال ولا همه ! لا يحاتي ياهل ولا بيت ! الله يخليج آنا بتجرأ أسويها لو أزعل ؟ اقدر اهد البيت باللي فيه وأطلع ؟!

- اي ليش لأ..

قلتها من ضيق لم أكن أعنيها. انما كنت أعني أن علينا التصرف أحيانا بطريقة مختلفة حتى يعي من امامنا أن هناك حدودا لقدرة تحملنا..

- شنو ليش لأ ؟ واليهال ؟!

- خليه يحتاس فيهم يوم.. بتنطرين تفقدين اعصابج وتسوينها ؟

- لا يمكن! ما أسويها!!

- خلاص عيل فضي نفسج باجر له وخليج واضحة معاه..

- شلون؟

- قبل ما اقول لج شلون دقي على خواتج اتفقي معاهم تنزلين اليهال عندهم باجر.. لا تكودينهم عند وحده وزعيهم عشان ما يزعجونهم.. على ما افكر شوي..

- اوكي.. أما نشوف أفكارج !

لم تكن تسخر.. كانت تقولها بثقة.. لمحت في عينيها بارقة الأمل وكم أسعدني ذلك.. كم تمنيت لو استطيع الجلوس معها وزوجها ومحادثتها معا هكذا أستطيع أن أوصل لكليهما ما أريد.. لكنها من المستحيلات.. لهذا لا أملك سوى أن أكتب لها ما أحمله من أفكار ونصائح لتقرأ وتستوعب ما هي بصدد قوله والتعامل معه.. استاذنتها للذهاب الى مكتبة جريرلأحضر قلما ودفترا بينما تنتهي هي من مكالماتها وبينما ينتهيا ابنيها من اللعب..

نصف ساعة فقط في جرير كانت كفيلة بأن تنسيني همي والأثر المتبقي في نفسي.. اشتريت لها دفترا زاهي الألوان من الحجم الكبير وسهل التصفح.. ولأبنائها كراريس للتلوين.. ولي أنا كتاب "يمكنك أن تفوز" لشيف كيرا.. شدني عنوانه وحين تصفحته وجدت فيه كثيرا مما احتاج..
.
.
.

يتبع

هناك تعليق واحد:

  1. امبيه لهيت عن التكملة
    الله ياني فرحت يوم شفتها
    بس وين الباجي زوغتي قلبي لووول شصااار؟؟
    كملي ناطرينج

    ردحذف